يوصف فيروس C بأنه فيروس صامت؛ حيث ينهش بالكبد ويدمّره دون أعراض؛ وغالباً ما يكون المصاب جاهلاً بأمر إصابته بالمرض؛ لذا فإن ما نسبته 90% من حاملي الفيروس لا يعلمون بإصابتهم نظراً لعدم ظهور أي أعراض؛ ويُدرك المرء إصابته بعد مضي أعوام طويلة على الإصابة؛ ويكون حينها الكبد قد تلف تماماً.
من الجدير بالذكر أن فيروس الالتهاب الكبدي ج نوع مُصغّر من فيروس RNA المغلف بأحادي النطاق إيجابي الاتجاه؛ وينحدر من جنس hepacivirus المنتمي لعائلة Flaviridae، وينشطر الفيروس إلى سبعة أنماط جينية رئيسية.
أسباب الإصابة بالتهاب الكبد C حقن العقاقير في الوريدتعتبر هذه الوسيلة هي الطريقة الأكثر شيوعاً في انتقال الفيروس في دول العالم المتقدم، بينما تختلف عنها في الدول النامية حيث تعد الإجراءات الطبية ونقل الدم غير الآمن هو الوسيلة الأساسية في الإصابة به.
تتراوح نسبة المصابين بالمرض نتيجة حقن العقاقير في الوريد ما بين 60-80% حول العالم في أكثر من 77 دولة، وتشير الدراسات إلى أن الإصابة بهذه الطريقة ناتجة عن عن الاستخدام العالي الخطورة في تعاطي العقاقير والوشم.
الاتصال الجنسيما زال الأمر مجهولاً حول إمكانية انتقال فيروس C من خلال الاتصال الجنسي؛ إلا أن هناك دراسات تشير إلى أن هناك ارتباط وثيق بين العلاقة الجنسية وانتقال الفيروس؛ ومازال الأمر قيد البحث فيما إذا كان الجنس مسبباً لانتقال الفيروس أم لا.
الخطر في الرعاية الصحيةتعتبر عملية نقل الدم والأعضاء من شخص إلى آخر دون رعاية صحية مكثفة بمثابة خطر حقيقي لإمكانية التعرض لانتقال المرض؛ حيث لا يمكن اكتشاف وجود المرض قبل 11-70 يوم تقريباً بعد دخوله في جسم المريض.
ثقب الجسممن أكثر الأمثلة عليه الوشم؛ حيث يرفع من مستويات خطر الإصابة بالمرض بنحو ثلاثة أضعاف؛ وينتج ذلك عن استخدام أدوات غير معقمة أو تلوث الصبغات المستخدمة؛ فتترك الوشوم ثقوباً في الجسم عندما يقوم بها شخص غير متخصّص.
الانتقال من الأم إلى جنينهايأتي ذلك من خلال الاستخدام العشوائي لأدوات العناية الذاتية كأمواس الحلاقة وفرش الأسنان وغيرها؛ والتي قد تحمل من دم المصاب عليها؛ لذلك يجب أخذ أعلى درجات الحيطة والحذر في استخدام الأدوات الآخرين وخاصة في حالة حدوث أي جرح.
الاتصال بالدملا تتجاوز نسبة العدوى بهذه الطريقة أكثر من 10% بين جميع حالات الحمل؛ لذلك لا يؤخذ أي إجراء احترازي نحو هذا الخطر؛ ولا بد من الذكر أن فترة المخاض الطويلة تتيح فرصاً أكثر في إمكانية انتقال الفيروس إلى الطفل، أما الرضاعة فلا تتسبب بانتقال الفيروس وإنما يوصى بتجنبها نظراً لاحتمالية حدوث تشقق أو نزف في حلمة الثدي.
الأعراض الإصابة بفيروس Cيخضع الشخص المشكوك بأمر إصابته بفيروس ج إلى عدة فحوصات طبية لغايات التأكد مما إذا كان حاملاً للفيروس أم لا؛ ومن أهم الفحوصات التشخيصية: الأجسام المضادة لفيروس ج، ELLISA، لطخة ويسترن؛ والتحليل الكمي للـRNA في الفيروس، حيث يستطيع الأخير الكشف عن وجود المرض في حال تجاوزه فترة أسبوع لأسبوعين داخل الجسم.
أما فيما يتعلق بفحوصات الدم؛ فإنها تستخدم بواسطة إنزيم مقايسة مناعية للكشف عما إذا كان هناك أي أجسام مضادة لـHCVوفي حال كانت النتيجة إيجابية؛ يُلجأ إلى إجراء إختبار آخر لغايات التأكد من المقايسة المناعية لتحديد شدة الحالة؛ كما تؤخذ أيضاً خزعة من الكبد للتمكن من تحديد مدى درجة تضرر الكبد.
العلاج الإصابة بفيروس Cيترك فيروس C أثراً مزمناً في جسد ما يقارب 50-80% من مصابيه؛ بينما يتماثل ما نسبته 40-80% من المصابين للشفاء؛ ويشار إلى أن هناك حالات نادرة تٌشفى دون الخضوع لأي علاج على الإطلاق.
يُنصح المصابون بالفيروس بتجنب تناول المشروبات الكحولية والأدوية السامة للكبد؛ كما يخضع المصاب للتلقيح ضد شقّي التهاب الكبد (أ،ب)، أما فيما يتعلق بالمصابين بتشمع الكبد؛ فيتوجب عليهم إجراء اختبار "الموجات فوق الصوتية" للتأكد من عدم الإصابة بمرض سرطان الكبد.
تبدأ رحلة العلاج لمرضى التهاب الكبد الوبائي فور التأكد من الإصابة بالفيروس؛ ويتمثل العلاج بمزيج من البيج انترفيرون والعقار المضاد للفيروسات لمدة زمنية تتراوح ما بين 24-48 أسبوعاً تقريباً؛ ويكون العلاج وفقاً لنوع HCV الغازي لجسم الإنسان؛ وتبدأ ما نسبته من 60% من الحالات بالتحسن التدريجي؛ وخاصة إذا كان المصاب من النمط الجيني الأول؛ إذ يُجمع في علاجه بين بوسيبرفير أو التيلابرفير مع مضاد الفيروسات وبيج اينترفيرون.
تظهر على المصاب أعراضاً تتشابه نسبياً مع أعراض الإنفلونزا؛ إلا أن ثلث المصابين يعانون من مشاكل انفعالية؛ وتعتبر الستة أشهر الأولى هي الأكثر فعالية على الإطلاق في العلاج؛ وفي حال الإصابة الجديدة بالفيروس وعدم تحسن الحال بعد مضي ثماني أسابيع؛ فينصح بتناول البيج انترفيرون لمدة زمنية تصل إلى أربعٍ وعشرين أسبوع.
أما فيما يتعلق بالمصابين بالثلاسيميا؛ فيكون مضاد الفيروسات مفيداً لهم في حال إصابتهم بفيروس الكبد C أيضاً؛ إلا أنّ الحاجة تكون مُلحة لإجراء عمليات نقل الدم؛ وفي بعض الحالات يُلجأ إلى اتباع العلاج البديل؛ وهو مستخلص الحليب؛ وشجرة الجنكة الصينيّة، وحلول الفضة الغروي؛ إلا أنّه لا بدّ من الإشارة إلى أنّه لا يفيد العلاج البديل في الشفاء من التهاب الكبد الوبائي ولا يؤثر على الفيروسات إطلاقاً.
المقالات المتعلقة بمعلومات عن علاج فيروس C